أنا مش عارفه الكلام الي هكتبه ده ليه لازمه
ولا هيبقى غلط إني كتبته
أنا حقيقه مرعوبة ومحبطه وندمانه
يوم 24 يناير حضرت نفسي وكان عندي حماس يهد جبال
أتصلت بيه والدتي (هي مسافره )
وقالتلي بلاش نزول الله يخليكي أنا مش معاكي وهبقى قلقانه
بعد محايله أستمرت ساعه قالتلي إنزلي بس خلي بالك من نفسك أوي
وكانت دي أول غلطه أرتكبها عدم سماعي لكلام ماما
وفعلا خليت بالي من نفسي أوي .. أنا أسفه يا ماما
صحيت الفجر وحضرت نفسي
ونزلت الساعه 8 الصبح كان عندي مشوار في المهندسين
خلصته ورحت على ميدان مصطفى محمود وقابلت صديقاتي
ووقفت هناك وهتفت بأعلى صوت
وحسيت وقتها أن الثورة راجعه تاني وبدأت أرسم أحلام
صحيت منها على صوت إتنين بيتخانقوا مع سواق تاكسي
كان بيدافع عن العسكر
بعدت عن الخناقه وكملت هتاف
لقيتهم بيقولوا أن المسيره هتتحرك الساعة 2 ظهراً
ولشدة حماسي مقدرتش أصبر
روحت راكبه أول تاكسي وأتجهنا ناحية المترو
وروحنا التحرير ودي كانت تاني غلطة أرتكبها
أول ما تنزل المحطة وتتجه ناحية باب الخروج
تحس إنك يوم الحشر
زحمة جداً ومفيش هوا ومفيش حد مستحمل حد
الناس كلها بتتخانق مع بعض
عملت نافسي مش سامعه حاجه وأطلقت أقدامي ناحية الباب
وخرجت منه بقوة الدفع
طلعت لقيتني جنب منصة الإخوان لقيتهم مشغلين أغاني
( سوف نبقى هنا كي يزول الألم )
وبدأت أتوغل في الميدان
كنت فاكرة إن كثرة أعداد المتظاهرين هتحسسني بالسعاده
لقيت العكس إني أصبت بالخنقه
كل ما نلاقي ناس بتهتف نقف علشان نهتف معاهم
الاقي معظم الهتافات فيها كلام خادش للحياء
نمشي نروح مكان تاني
الاقي ناس بتشوي ذره وناس تانيه ملمومه على عربية الفشار
وواحد تاني عمانا من ريحة دخان البطاطا المشوية
ناس كتير بتتخانق ومختلفه في رأيها
ناس بتدافع عن الإخوان وناس بتشتم فيهم
ناس ماشية تقول شرع الله هو الحل وناس بتتريق عليهم
واحده ماسكه يافطه مكتوب عليها
أنا نازله علشان أحتفل إني خلعت مبارك وأكمل ثورتي على العسكر
مسلمتش من التوبيخ
أمهات شهداء بيبكوا بحرقه
وناس تانية قاعدة تشغل أغاني وتغني وراها
وفاجأة بدأت الكارثة ببص حوالية ملقتش حد من الي كانوا معاية
الظاهر إني سرحت وبعدت عنهم
المهم كلمتهم وإتفقنا إننا نتقابل عند عمر مكرم
وكانت أسود نص ساعة مرت عليه في الميدان
وأنا ماشية وسط الزحمة بدأت أحس بأيادي خفيه بتمتد نحوي
وللاسف أنا إنسانه خوافه بطبعي لساني اتخرس
وبدأت ابعد اديهم عني في صمت
ولكن لا حياء لمن تنادي
الدنيا بدأت تلف بيه ورجلي مبقتش شيلاني
لاقيني وقعت على الأرض وأنا منهاره من العياط
راجل ابن حلال انتشلني قبل ما اموت دهساً بالاقدام
وسندني لأقرب رصيف وقعدني عليه
وقالي حد يجي الميدان لوحده
أهلك فين إزاي سيبينك تنزلي لوحدك
حالة الصمت فضلت مسيطره عليه وهو بيحاول يكلمني
كل الي قدرت أقوله عايزه أروح عمر مكرم
تكفل الراجل الغلبان بتوصيلي لعمر مكرم وحمايتي
لحد ما لقيت الي كانوا معاية
بعدين تكفل مره أخرى بإخراجنا على حدود الميدان
وأنطلقنا بسرعة الصاروخ كلا الي بيته
وصلت البيت وبما اني لوحدي فيه...
قفلت باب الشقه عليه .. وقفلت كل الشبابيك وأبواب الغرف
وبكل ما أوتيت من قوة روحت مصرخه ومعيطه
ومش لاقيه حاجه أقولها غير حد يجبلي أمي وأبويه ..
ولكن ......
إحنا الشعب الخط الأحمر
بقولها للشعب نفسه
إنضفوا بقى يرحمكم الله
كنت متوقعه الي هيحصل ده بس مش بالطريقه دي
بس الحمد لله على كل شئ
الثورة لسه مستمرة